كيف أحمي طفلي من تأخر الكلام والحرمان البيئي؟
مشكلة الحرمان البيئي تلعب دورًا رئيسيًا في مشكلة تأخر الكلام ومهارات التواصل لدى الأطفال، فإذا لم تهتم بتدريب طفلك منذ الصغر على الكلام واستخدام حواسه وخاصة في الأعوام الثلاث الأولى، سيعاني فيما بعد من مشاكل التواصل وتطور قدراته!
في هذا المقال ستتعرف على أهم المعلومات فيما يجب أن تطبقه مع طفلك لينمو بتطور لكي لا يصبح عرضة لمصيدة التأخر.
ماذا يطور دماغ طفلك في الثلاث سنوات الأولى؟
في الثلاث سنوات الأولى من عمر طفلك يطور الدماغ 80% من ال" cortex" حيث تتواجد علي سطحه مراكز الإحساس، ومراكز الحواس الخمس لدى الإنسان، وتكون النسبة الأكبر لتطور الحواس لدى طفلك " كالشم واللمس والسمع والنطق والرؤية" وكذلك الإحساس في هذه المرحلة العمرية.
هل تتطور الحواس ومراكز الإحساس لدى طفلك تلقائيًا؟
لا تتطور حواس طفلك من نفسها! على عكس ما قد يعتقد بعض الأباء والأمهات، لا يجب أن تكتفي فقط بأن يأكل طفلك، ويستحم، وينام وأن تدفئه، عليك بخلق بيئة غنية حول طفلك بالكلام واللعب معاه، والتجارب باللعب واللمس والإحساس.
فالحواس عند طفلك هي أشبه بالمحرك أو بالعضلات التي يجب تنشيطها إذا لم يقم بتشغليها ستتعطل مع الوقت أو تصبح ضعيفة!
طفلك يجب أن يجرب اللعب بالماء والإمساك بالعناصر من حوله، وأن يجرب تذوق الأطعمة المختلفة كالخضار والفاكهة ويتعرف على الألون والملمس المختلف للأشياء، وكذلك لمس الأشياء واستشعارها بيديه وبقدمه، ولهذا يوصي بعدم إلباس الطفل جوارب بقدمه لفترة طويلة، وعليك أيضًا أن تتركه يلعب ويجري ويتفاعل ويلمس الوسط حوله بحرية حتي يدرب حواسه على الاستكشاف والعمل!
كيف يصبح طفلك قادر على التكلم بسهولة وطلاقة في عمر الثلاث سنوات؟
إلى جانب اللمس واللعب، واحد من أهم عناصر البيئة للغنية للطفل هي الكلام معه والحديث التفاعلي بصورة مستمرة، كلما تكلمت مع طفلك ونطقت بالكثير من الجمل والكلمات الواضحة أمامه، سيبدأ طفلك بالتطور مع الوقت وبوصوله عمر السنتين قد تجده يتكلم أكثر من 50 كلمة! ويكون العديد من الجمل الواضحة!
وحين يصل إلى الثلاث سنوات ستجده لايتوقف عن الكلام فالأطفال في هذا العمر حين يكبرون في بيئة غنية بالتفاعل قد يحصل معهم ما يسمى بمطلح ال "Language Explosion".
أخطاء يرتكبها الأهل مع طفلهم الأول أو الطفل الوحيد تجعله عرضة للتأخر!
أحد أكبر الأخطاء التي تحدث خلال تربية الطفل الأول، أو الوحيد بدون إخوة، أو حتي الذي لديه إخوان أكبر منه هي:
-
الخطأ الأول: عزل الطفل عن البيئة الخارجية وعدم التفاعل أو التكلم معه، وكذلك منعه من استكشاف الوسط حوله، ولمسه بحواسه عن طريق إلباسه قفازات أو جوارب طول الوقت، فيحرم الطفل فرصة اللمس واستعمال حواسه وتنشيطها.
-
والخطأ الثاني: هو تعريض الطفل للشاشات طول الوقت، وعدم القيام بأنشطة خارج المنزل معه، كل ذلك يحرم الطفل من فرصة تطوير حواسه ومراكز الإحساس لديه.
ما هي نتيجة تعرض طفلك للحرمان البيئي؟
-
قصور في تطور مراكز الإحساس الخمسة لدى طفلك، والذي ينتج عنه تأخر تطوري بإشارات مشابهة للتوحد.
-
تأخر بالكلام.
-
مشاكل حسية ينتج عنها الرفرفة ولحس الأشياء، وشمها ووضعها بفمه وأكل الرمل أو كل ما هو غريب، وكذلك الحركات الجسدية الغير مفهومة.
-
تأخر بالنضج
-
تأخر بالإدراك
-
تأخر بالإحساس
-
تأخر بفهم أوامر الوالدين وتنفيذها
-
عدم الإستجابة للنداء باسمه
-
عرضة للتشخيص الخاطيء بالتوحد
في حالة لاحظت كل هذه الأشياء على طفلك يجب أن تذهب للاستشاري أو المختص، حتي تتمكن من مساعدته، وأن لا تتعجل ولا تتسرع بتشخيصه قبل التأكد من السبب الرئيسي لتأخر طفلك.